مقالات

فادي السمردلي يكتب: الأردن وسوريا خطاب التضامن والدعم في قمة بغداد

بقلم فادي زواد السمردلي

في قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثين، قدم دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسان خطابًا حمل في طياته رسالة واضحة عن رؤية الأردن العميقة والمستمرة تجاه سوريا، والتي تترجم علاقة الأخوة والمصير المشترك بين البلدين فقد أكد الدكتور حسان على موقف الأردن الثابت كداعم لا يتزعزع لسوريا وشعبها، مشددًا على أن الأردن سيبقى “عوناً وسنداً لأشقائه العرب”، وخاصة سوريا التي تمثل جارة ذات أهمية استراتيجية وإنسانية كبيرة للأردن والمنطقة.

في خطابه، أشار الدكتور حسان إلى أن الأردن لا ينظر إلى سوريا كدولة مجاورة فقط، بل كشريك عربي يحمل عبىء سنوات من الحرب والدمار، لذا فإن دعم أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها يشكل جزءًا لا يتجزأ من الاستقرار الإقليمي بأسره. وقد أوضح أن الأردن يؤمن بأن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بشكل طوعي تمثل خطوة أساسية لإعادة إعمار سوريا وبناء مستقبل أفضل لشعبها، فعودة هؤلاء الأفراد ليست مجرد مسألة إنسانية فحسب، بل هي ركيزة لبناء مجتمع سليم ومستقر بعد سنوات من النزوح والمعاناة.

وفي ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا، رحب الأردن، كما جاء في الخطاب، بقرار الولايات المتحدة برفع هذه العقوبات، معتبراً أن ذلك يمثل خطوة إيجابية في تخفيف معاناة السوريين ودعم مسيرة إعادة البناء التي تحتاج إلى تعاون وتكامل عربي ودولي وقد أكد الدكتور حسان على أن الأردن يقف مع سوريا بكل إمكاناته في مواجهة التحديات، معبراً عن أمله أن تتحول سوريا إلى دولة مزدهرة وقوية ومستقرة، وهو ما يعكس تطلعات الأردنيين والعرب جميعاً نحو مستقبل يسوده السلام والتنمية.

يبرز من خلال هذا الخطاب موقف الأردن الإنساني والسياسي الواضح الذي يربط بين استقرار سوريا واستقرار المنطقة بأكملها، حيث أن استقرار سوريا يمثل ركيزة أساسية للسلام والأمن في الشرق الأوسط. الأردن، بصفته الجار الأقرب والأكثر تأثراً بما يجري في سوريا، لا يكتفي بدعم شعارات التضامن بل يترجم ذلك في سياسات واضحة ومواقف عملية، تسعى إلى مساعدة سوريا في التغلب على آثار الحرب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

في النهاية، يعكس خطاب الدكتور جعفر حسان صورة الأردن كدولة شقيقة ملتزمة بدعم سوريا وشعبها، معترفة بحقهم في العيش الكريم الآمن بعد سنوات من المعاناة، وملتزمة بأن تكون “الجار السند والداعم” في كل مراحل إعادة البناء والتعافي. هذه الرؤية الأردنية تبرز عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وتعكس فهمًا عميقًا للدور الذي يمكن أن يلعبه الأردن في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة من خلال دعم استقرار سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى